
أظهرت نتائج مسح السكان والصحة الأسرية 2017-2018 والصادر عن دائرة الاحصاءات العامة بأن إمرأة واحدة من بين كل خمس متزوجات تطلب المساعدة عند تعرضها لأي شكل من أشكال العنف من قبل زوجها (19% فقط من المتزوجات اللاتي أعمارهن ما بين 15-49 عاماً)، وبحسب نوع العنف الممارس فإن 8% فقط من المتزوجات يطلبن المساعدة عند تعرضهن للعنف الجنسي فقط، و 17% يطلبن المساعدة عند تعرضهن للعنف الجسدي فقط، فيما ترتفع نسبة المتزوجات اللاتي يطلبن المساعدة الى 30% عند تعرضهن للعنف الجسدي والجنسي معاً.
تلجأ المتزوجات لطلب المساعدة عند تعرضهن للعنف الجسدي أو الجنسي الى عائلاتهن وبنسبة 77% ومن ثم عائلة الزوج بنسبة 21% والجيران بنسبة 6% ومؤسسات الخدمة الإجتماعية بنسبة 6%، فيما تلجأ 3% أو أقل من المتزوجات المعنفات الى طلب المساعدة من مقدمي الخدمات (الأطباء / المحامين) أو من الشرطة.
هنالك ضعف في نسبة النساء اللاتي يطلبن المساعدة من مؤسسات الخدمة الإجتماعية ولا بد من بذل المزيد من الجهود لتعريفهن بالخدمات التي تقدم خاصة في مجال الإرشاد النفسي والإجتماعي والقانوني، وبمراكز التوفيق والإصلاح الأسري، وتوعيتهن بشكل خاص بمخاطر وأضرار العنف بكافة أشكاله عليهن وعلى أطفالهن وأسرهن بشكل خاص، والمجتمع بشكل عام. وللتأكيد على أن ثقافة الصمت التي تتبعها حوالي نصف النساء لن توقف العنف وإن المواجهة والتصدي له كفيلان بالحد منه ووقفه بشكل نهائي.
61% من الزوجات اللاتي يخفن دائماً من أزواجهن و 15% من اللاتي لا يخفن أبداً تعرضن للعنف الزوجي
كما أظهرت نتائج المسح وجود علاقة مباشرة ما بين العنف المرتكب من قبل الأزواج ضد زوجاتهم وخوف الزوجات معظم الوقت من أزواجهن، وتنخفض نسبة الزوجات اللاتي لا يخفن من أزواجهن أبداً ويتعرضن للعنف من ازواجهن.
إن 53.8% من الزوجات اللاتي يخفن معظم الوقت من أزواجهن تعرضن للعنف العاطفي و 22.3% من اللاتي يخفن أحياناً و 10.7% من اللاتي لا يخفن أبداً من ازواجهن. في حين أن 52.6% من الزوجات اللاتي يخفن معظم الوقت من أزواجهن تعرضن للعنف الجسدي و 19% من اللاتي يخفن أحياناً و 7.7% من اللاتي لا يخفن أبداً من ازواجهن. كما أن 19% من الزوجات اللاتي يخفن معظم الوقت من أزواجهن تعرضن للعنف الجنسي و 5.2% من اللاتي يخفن أحياناً و 1.9% من اللاتي لا يخفن أبداً من ازواجهن.
وبشكل عام فإن 61.5% من الزوجات اللاتي يخفن دائماً من ازواجهن تعرضن لأحد أشكال العنف، مقابل 28.4% من اللاتي يخفن أحياناً، و 14.6% من الزوجات اللاتي لا يخفن أبداً.
هذا وينتج عن العنف الأسري الذي يمارسه الأزواج بحق زوجاتهن آثاراً نفسية وصحية واجتماعية واقتصادية جسيمة، وقد يصل الأمر الى الطلاق أو التفكك الأسري، أو الى سوء في العلاقات ما بين أهل كل من الأزواج والزوجات، ويمتد الى الأطفال وجنوحهم، والى تفشي العنف والعداء بين أفراد الأسرة الواحدة. كما ويؤدي الى عواقب نفسية وصحية تنعكس في صورة إضطرابات وامراض نفسية تعاني منها الزوجات.
إن الخوف الدائم من الأزواج المعنفين يمنعهن من طلب المساعدة أو تقديم الشكاوى، ويتبعه خوف من الهجر والطلاق، والخوف من النبذ المجتمعي والعزلة الاجتماعية، والخوف من تردي الوضع المادي كون العديد من الزوجات تابعات اقتصادياً لأزواجهن.
71% من المتزوجات اللاتي تعرضن للعنف الجسدي أفدن بأن مرتكبي العنف هم أزواجهن الحاليين
وأكد المسح على أن حوالي 1425 إمرأة متزوجة وتتراوح أعمارهن ما بين (15-49) عاماً من أصل 14689 إمرأة شملها المسح، أفدن بتعرضهن للعنف الجسدي منذ العمر 15 عاماً من قبل أشخاص محددين ضمن العائلة وهو ما يطلق عليه العنف الأسري، أو من قبل أشخاص آخرين خارج إطار العائلة. وتعرضت إمرأة واحدة من بين كل 4 نساء متزوجات للعنف الجسدي أو الجنسي أو العاطفي (24.1% منهن)
وتشمل قائمة مرتكبي العنف ضد المتزوجات كل من الزوج الحالي ، الزوج السابق ، الأب ، الأم ، الأخ ، الأخت ، زوج الأم / زوجة الأب ، الحماة / الحمى، قريبة أنثى أخرى، قريب ذكر آخر، صديقة / معرفة ، معلمة، معلم، غريب، غريبة.
تعرض ثقافة الصمت التي تسيطر على العديد من المتزوجات الى المزيد من أعمال العنف المرتكب من أقرب الأشخاص اليهن وتماديهم في إرتكابه، وتعود هذه الثقافة لأسباب متعددة منها إعتقادهن بأن مصير مجهول قد يواجهنه في حال قيامهن بتقديم شكوى للجهات المختصة، وضعف معرفتهن القانونية و / أو الخطوات الواجب إتباعها عند تعرضهن للعنف خاصة إذا نتج عنه إصابات وجروح جسدية قد تعرض حياتهن للخطر، بالإضافة الى الأضرار النفسية والمعنوية.
ويبين المسح بأن الأزواج الحاليين والسابقين والأخوة والآباء هم أكثر الأشخاص إرتكاباً للعنف الجسدي ضد المتزوجات من الزوجات والأخوات والبنات، حيث أفادت 71.1% من المتزوجات اللاتي تعرضن للعنف الجسدي بأن مرتكبي العنف هم أزواجهن الحاليين ، وأفادت 15.1% منهن أفدن بأن الأزواج السابقين هم مرتكبي العنف ، و 13.3% منهن تعرضن للعنف الجسدي من قبل الأخوة، و 11.9% منهن تعرضن للعنف الجسدي من قبل الآباء.
جمعية معهد تضامن النساء الأردني